شبوة على صفيح ساخن .. تجاذبات وصراعات متداخلة وتحركات عسكرية وأمنية وتخوفات اماراتية من عودة الوزير السابق أحمد مساعد حسين
يمنات – خاص
أصبحت محافظة شبوة، شرق اليمن، محط تجاذبات و صراعات متداخلة، بين قوى سياسية و قوات عسكرية و أمنية متعددة الولاءات.
يرى مراقبون أن ما يدور في المحافظة مؤشر على تضارب اجندات محلية و اقليمية في المحافظة، ما قد يدفع بالمحافظة إلى مواجهات مسلحة على غرار ما حصل في محافظة عدن أواخر يناير/كانون ثان 2018.
و لم يعد الصراع في محافظة شبوة بين قوات النخبة الموالية للإمارات و القوات العسكرية و الأمنية الموالية لـ”هادي” و تجمع الاصلاح، و إنما تعدى إلى صراع سياسي يراه البعض امتدادا للصراع الذي تشهده محافظة المهرة.
عودة مساعد
أثارت عودة الوزير السابق أحمد مساعد حسين إلى محافظة شبوة، الشهر الماضي إلى مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، توجسات أطراف الصراع في المحافظة، خصوصا المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات و قوات النخبة التي انشأتها أبو ظبي في المحافظة.
و على اثر تحركات مساعد الذي عاد من سلطنة عُمان و تصريحاته المناهضة للتحالف السعودي، بدأت قوات النخبة بنشر قواتها باتجاه مديريات الروضة و نصاب، و التي جاءت بعد لقاء عقده أحمد مساعد بشخصيات قبلية و اجتماعية من أغلب مديرات المحافظة في مدينة عتق، و اعلان قبليين أنهم قد يضطروا لوقف ضخ النفط و الغاز من المحافظة في حال استمر اهمال حكومة هادي و التحالف لأوضاع المحافظة و استمرار تدهور الوضع المعيشي، و الذي أعقب تصريحات لـ”مساعد” بأن التحالف لم يقدم للمحافظة أي شيء يذكر، و أن ما دمره في المحافظة لم يقم بإصلاحه.
توجس اماراتي
عودة الوزير السابق أحمد مساعد حسين الذي كان يقيم في العاصمة العُمانية، مسقط، أثارت توجس الاماراتيين و السعوديين على وجه الخصوص، و قالت تقارير صحفية ان مساعد يعمل ضمن اجندات قطرية عُمانية في محافظة شبوة، و ذلك بعد دعوته لعدم رفع صور قيادات الامارات و السعودية في المحافظة.
تحركات عسكرية
التحركات العسكرية و الأمنية في محافظة شبوة، منذ اسبوعين، تؤشر على أن المحافظة تشهد توتر غير مسبوق، خاصة بعد منع قوات النخبة من استحداث نقاط و مواقع في مدينة عتق، من قبل قوات عسكرية و أمنية موالية لـ”هادي”، و انتشار اللواء 163 في مديرات بيحان و مرخة و نصاب، و استحداثه لمواقع عسكرية في مراكز المديريات الثلاث، و الذي قوبل بانتشار قوات النخبة في مديرتي الروضة و نصاب و تعزيز مواقعهما على الطريق المؤدي إلى بيحان، عوضا عن نشر قوة كبيرة على الشريط الساحلي في النشيمة و حول ميناء بلحاف النفطي و ميناء بير علي.
الدفع بالعولقي
و يبدو أن تحركات الوزير السابق أحمد مساعد حسين، أزعجت الامارات التي تسعى للسيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط و الغاز، فدفعت بالشيخ صالح فريد العولقي، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، للعودة إلى المحافظة، و الذي بدأ بأولى تحركاته إلى مديرية بيحان، التي تسعى قوات النخبة للانتشار فيها، وسط ممانعة شديدة من القوات العسكرية و الأمنية الموالية لـ”هادي” و “الاصلاح” و التي عززت من تواجدها في مختلف مديريات بيحان (بيحان، عسيلان، عين، مرخة) وصولا إلى مديرية نصاب.
تدرك الامارات الثقل القبلي الذي يحظى به أحمد مساعد حسين في محافظة شبوة، فاضطرت للدفع بشخصية قبلية موالية لها إلى المحافظة تحظى بثقل قبلي، غير أن الكفة يبدو أنها تميل لـ”مساعد” الذي بات يتعاطى مع التذمر الشعبي من سياسات التحالف في المحافظة، و تتناغم تصريحاته مع مطالب الناس و همومهم و تطلعاتهم. و هو ما سيجعل من صوت مساعد أكثر وصولا إلى قلوب الناس بغض النظر عن الاجندات التي يعمل عليها، خاصة و أن “3” سنوات من التواجد الاماراتي في المحافظة لم تحقق للناس حتى الحد الأدنى مما يتطلعون إليه، و ما يزيد من تذمر الناس القمع الذي بدأت تمارسه قوات النخبة المدعومة اماراتيا و السجون السرية التي باتت تزج فيها بالمعارضين لسياسات أبو ظبي التوسعية في المحافظة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.